"معراج المعصية" مجموعة شعرية جديدة للشاعر السوري المثنى الشيخ عطية

نخيل نيوز /خاص

 

صدرت للشاعر السوري المثنى الشيخ عطية  مجموعة شعرية بعنوان "معراج المعصية" عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت هذه الأيام، مزوّدةً بلوحات بيكاسو، وفيها أداخل  شطح الصوفية بشطح ميكانيكا الكم.

متداخلاً مع معجزة المعراج، والمعراج الصوفي، وخارجاً على السائد والموروث، تحت عنوان "معراج المعصية"؛ أصدر الشاعر السوري المثنى الشيخ عطية، عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" في بيروت، مجموعته الشعرية الرابعة، في مجرى تيار مشروع شعري يتمحور حول مفهوم "نهاية الواقع"، وسبق له أنْ داخل فيه اليومي بالأسطوري الديني وأساطير العلم المحمولة على أجنحة فيزِياء الكم، لكسر الخوف من المقدّس، في المجموعة التي سبقتها "كوانتوم بقطط مجنّحة".  
وفي هذه المجموعة، تستحضر القصائد في تداخلاتها بعض أعلام الصوفية مثل فريد الدين العطار، في كتابه الشهير "منطق الطير"، ومحيي الدين ابن عربي، في معراجه وكيميائه، وجلال الدين الرومي في كتابه "المثنوي"، وشمس التبريزي في وجودياته ومولوياته التي تتداخل في القصائد مع زوربا نيكوس كازانتزاكيس، وموسيقى ميكيس ثيودوراكس، بدوران يحلّق في شطح فيزياء الكم وما تتجلى به من تصورات عن الكون، لبلوغ ذرى الانعتاق في الحبّ، بلا جدرانٍ أو وصايا أو أوهام.   
في تناغمها مع الفن، تتداخل قصائد المجموعة وينبض غلافها بلوحاتٍ من بيكاسو، وفي مضامينها تنحلُّ التمرّدات مفسحةً المجال للجسد أن يتحرر من عقده، وفي بنيتها، تتجلّى ثلاثة مقامات بمسميات "النور، التحولات، ومقام المُثنّوي"، تضم كل منها سبع قصائد يغلب عليها التداخل بالحب، ويفتتحها الشاعر بقصيدة "الطيور" التي تتداخل مع الشاعر الضلِّيل امرئ القيس في تصوراته الكمومية عن الأوابد وعن سرعة حصانه، ويصدّر مقطعُها الأول المجموعةَ على غلافها الخلفي بـ: " 
"أُخْرِجُ الطيرَ من شبكةِ أحلامِها في قصقصةِ أجْنحةِ الصيَّادين
بقَرْصِ خدِّ الليل
أُجَرِّد أعناقَها من نطاق ما يقيّد أشواقَها للطيران  
أدعو الصباح أن يمنحني بركةَ سَرَيانِ الرّياح الصديقة
أجرُّها من وكْنِ أجسادها
"بمنجردٍ قيد الأوابدِ" لم يعرف صهيلُه تهجئةَ كلمة النهاية
"مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبلٍ مُدبِرٍ معاً"
يَعبرُ بي حدودَ المجاز
بأسرعِ من الضوء إلى مصبّ الضوء
يغمرُني تهليل لسان أمّي بعطرٍ
يؤجّج ما يُحيِّرني من بثّ شوق الوجود 
في حديقةِ الغياب...".


و المثنى الشيخ عطية
هو شاعر وروائي سوري، ولد في دير الزور ــ سوريا 1953، يعيش مستقراً في باريس، بعد سنوات طويلة من المنافي. تخرّج من كلية الزراعة ــ جامعة دمشق عام 1980، أصدر مجموعته الشعرية الأولى: "نعم هناك المزيد" عن دار الحقائق في بيروت 1979، والثانية: "فم الوردة فم الهاوية" 1989، والثالثة "كوانتوم بقطط مجنحة" 2023، وروايته الأولى: "سيدة الملكوت" 2006، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت. له دراستان نقديتان متضمنتان في كتاب صادر عن دار الأسوار في عكا بعنوان: "الإيقاع الشعري للانتفاضة". عمل في الصحافة الثقافية بين 1980 و 1990، مدير تحرير في صحف عديدة مثل الشرق الأوسط، ومجلة شهرزاد الجديدة في قبرص. كتب العديد من الدراسات النقدية والزوايا الثقافية، ويكتب مقالاته الآن حول الرواية والشعر في القدس العربي الأسبوعي.

 

اخبار ذات صلة

ارسال التعليق