يوسف ال ابرية في ضيافة منظمة نخيل عراقي
استضافت منظمة نخيل عراقي الشاعر السعودي يوسف آل أبرية في أمسية شعرية حملت طابعًا حواريًا مميزًا، بإدارة رشيقة وعميقة من قبل الشاعر أبا ذر وحيد، الذي أبدى وعيًا نقديًا متوهجًا في قراءته للأجناس الشعرية بين العامي والفصيح، بوصفهما حقلين متداخلين في مشروع الشاعر السعودي الضيف. وقد تمكن المحاور، بذكائه المعرفي وحسّه الفني، من استنطاق الضيف والكشف عن خبايا تجربته الشعرية المتعددة المشارب، ليبرز من خلالها وعي الشاعر آل أبرية بتقنيات الكتابة الشعرية وأساليبها المتنوعة.
وخلال الحوار، تطرق الشاعر السعودي إلى رؤيته التجديدية للشعر، خاصة في مجال الشعر العامي، موضحًا أن تجربته قامت على تفاعلٍ خصب مع التجارب الشعرية العربية، وفي مقدمتها التجربة العراقية التي رآها الأكثر ثراءً وحساسيةً في إنتاج الكلمة الشعرية، خصوصًا ما يتجلى منها في الأغنية الشعبية العراقية. هذا التماس العميق مع التراث الثقافي العربي، كما أشار الشاعر، صقل رؤيته ومنحه بعدًا أنثروبولوجيًا مميزًا أضفى على تجربته نضجًا وثراءً فكريًا وجماليًا.
وقد أسهمت المداخلات النقدية، ولا سيما مداخلة الناقد الدكتور سمير خليل، في إثراء الأمسية وإضفاء طابعٍ من الدفء والحوار الثقافي البنّاء. كما أثنى الحضور على الدور الحيوي الذي تؤديه منظمة نخيل عراقي، ممثلة برئيسها الدكتور مجاهد أبو الهيل، في دعم المشهد الثقافي العراقي وإحياء فضاءات التواصل بين المبدعين والجمهور، في وقتٍ تعجز فيه بعض المؤسسات الرسمية عن إقامة مثل هذه الفعاليات النوعية الراقية.
استهل الشاعر أبا ذر وحيد الأمسية بكلمة ترحيبية، أكد فيها مكانة الشعر في الوجدان العربي ودوره في التعبير عن هموم الإنسان وتطلعاته، قبل أن يقدّم الشاعر يوسف آل أبرية قراءته لعددٍ من نصوصه الشعرية التي تنوّعت بين الفصحى والعامية، واتسمت بعذوبة لغتها وصدق إحساسها، حيث لامست مشاعر الحاضرين وأثارت إعجابهم.
ومن قصائده التي ألقاها، :
كروحي سرُّ أشعاري وما شابهتُ إنسانا
ولولا أنه شعري وفيه صُغتُ ألحانا
لما أصيته ومنه كنتُ غيرانا
أُربيه كأحزاني
فما أشهاهُ أحزانا
سيبقى للذي يأتي لفهم الروح عنوانا
وفي ختام الأمسية، عبّر الشاعر يوسف آل أبرية عن شكره وتقديره لمنظمة نخيل عراقي ورئيسها الدكتور مجاهد أبو الهيل على الدعوة الكريمة وحفاوة الاستقبال، كما أشاد الحضور بأجواء الأمسية التي جمعت بين الإبداع والحميمية الثقافية، مؤكدين أهمية مثل هذه اللقاءات في ترسيخ جسور التواصل بين المبدعين العرب.
الجدير بالذكر أن هذه الأمسية تأتي ضمن سلسلة الفعاليات التي تنظمها منظمة نخيل عراقي الثقافية بإشراف الشاعر مجاهد أبو الهيل، بهدف إعادة الألق إلى الحياة الثقافية في العراق عبر استضافة الشعراء والأدباء والمفكرين، في مبادرة تسعى لترسيخ قيم الإبداع وتكريس روح الحوار الفني والأدبي.














ارسال التعليق