تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على التلفزيون العراقي والمجتمع
ليث أمان
ليث أمان /مخرج عراقي
لم يعد التلفزيون العراقي اليوم كما كان قبل عقدٍ من الزمان.
فقد غيّرت مواقع التواصل الاجتماعي المشهد الإعلامي برمّته، وأعادت تعريف علاقة المشاهد بالمعلومة. بعدما كان المواطن العراقي ينتظر نشرات الأخبار أو الصحف الورقية ليطّلع على المستجدات، أصبح اليوم يتلقّى كل شيء بضغطة زر عبر هاتفه الذكي.
فيسبوك، إنستغرام، تيك توك، ويوتيوب… أصبحت هذه المنصات هي المصدر الأول للأخبار والترفيه لدى شرائح واسعة من المجتمع، لتتفوق في سرعة الانتشار والتأثير على الإعلام التقليدي. المادة الإعلامية الرقمية باتت الأسرع في الوصول إلى الجمهور، والأكثر قدرة على التفاعل والتأثير، وهو ما أفرز جيلاً إعلامياً جديداً يعيش داخل الفضاء الرقمي أكثر من شاشات التلفاز.
لكن، ورغم هذا التحوّل الإيجابي في سرعة تداول المعلومة وتنوّع مصادرها، برزت تحديات خطيرة لا يمكن تجاهلها. فقد أصبحت مواقع التواصل بيئة خصبة لانتشار الشائعات والأخبار المضلِّلة، ما أثّر سلباً على وعي المجتمع وثقته بالإعلام المهني. ومع غياب الرقابة وضعف التحقق، صار الخطر الأكبر هو سرعة انتشار الكذب أكثر من الحقيقة.
ولذلك، يبرز دور الدولة والمؤسسات الإعلامية والتربوية في تعزيز ثقافة الاستخدام الواعي لمواقع التواصل، عبر:
حملات توعية تستهدف المستخدمين والشباب.
ندوات تثقيفية للإعلاميين حول التحقق من الأخبار ومكافحة التضليل.
تطوير الإعلام التقليدي ليتماشى مع روح العصر الرقمي ويقدّم محتوى جاذباً وموثوقاً.
تشجيع صُنّاع المحتوى على إنتاج مواد صادقة ومؤثرة تخدم الصالح العام.
إن المستقبل لا يعني التخلي عن التلفزيون، بل دمج دوره مع المنصات الجديدة في منظومة إعلامية متكاملة، يكون فيها الصدق والمهنية هما الجسر الحقيقي بين الإعلام والمجتمع.

ارسال التعليق