سلطة الوهم ومؤسسات الخرافة

جمال جاسم امين

جمال جاسم امين  / كاتب عراقي

في محاولة الخلاص من الجماعات التي تدافع عن أوهامها بحجج منطقية مزيفة في الغالب و شهادات مستجلبة من التاريخ البعيد ! روايات و قصص تعقلن الخرافة وتتصدى لكل منجزات العلم كي تثبّت لها موطئ قدم في زمن ليس زمنها .
نحتاج الى معايير نحتكم اليها ومتواليات منطق و ثقافة معنى تعمل مؤسسات الخرافة على تغييبها و الأغرب  عندما نشهد مفارقات من نوع أن الجماعات المتفوقة ، سدنة المعنى و دول العقنة و الانجازات الحضارية تعين الخرافة علينا كي تستمر هي بتفوقها المزمن ! ما يعني أن تخلفنا سوق مناسب لتفوقهم !  تخلف مدعوم دوليا ! و بإرادات سياسية ضاغطة وهو ما يؤكد أن السلام السياسي في منطقتنا هو صناعة غربية إذ لولا معونتهم له لما انبثق مجددا في ظل التطور العلمي و الحضاري الذي لم يدع لتخرصات الغيب و الخرافة مجالا للبقاء لكنهم تداركوه بطروحات عولمية تسمح للجماعات أيا كان نوعها أن تظهر ثقافتها حتى لو كانت بائدة أو غير صالحة للتداول بالمرة ، هذه المسألة تضع كل التنويريين العرب في خانة الحراجة ! حيث انهم لا يواجهون قوى محلية بل ( خلايا ) عولمية تتلقى الدعم و المعونة من جهات شتى .
ما يهمنا الآن هو رصد موضوعة محددة : كيف تقع جماعة ما أو أمة تحت سلطة الوهم و بما يعجزنا جميعا عن فضح أوهامها في القرن الحادي و العشرين تحديدا ؟ .. كيف تسلّح هذا الوهم حتى صار عقائد و مؤسسات و رموز لاهوتية و اجتماعية تلعب دورا في إعاقة عجلة التقدم ؟ .. الضحية هنا أجيال هدرت فرصتها في الحياة لا لشيء سوى ثقافات منحرفة يقودها منحرفون برعاية ما !
نحتاج هنا أن نفحص عددا من المتواليات الفاعلة بهذا الصدد .. مغذيات الوهم ومنابعه .. حدود اللغة و البلاغة السياسية السائدة .. المجاز و الحقيقة .. الغيب والحضور .. نوع الهذيان الذي يدهس المعنى ! التواريخ المستعادة بقصد إهدار الراهن و تغييبه .. فلسفة الفقه اللاهوتي و السياسي و كيف أن الأموات يحكمون الأحياء ! بما يؤكد أن اللحظة الميتة أهم من الحية ! لا بد اذا ان  نتفحص ( تأريخ الكذب ) بحسب عنونة كتاب دريدا.
 

مقالات ذات صلة

ارسال التعليق