منتجات الذكاء الاصطناعي للأطفال نقمة أم نعمة؟! |

د. سيد علي مفتخرزاده

في ظل العصر الراهن، حيث الهواتف الذكية والحواسيب تنسج خيوطها في نسيج الحياة اليومية، غدت الألعاب التفاعلية من أبرز سُبل استقطاب الأطفال والفتيان. تلك الألعاب بما تحمله من بهجة ساحرة ومتعة فائقة، تُصاغ في كثير من الأحيان وفق رؤى مبطنة وفلسفات خفية، تُوجَّه بدقة وحساب عقول اطفالنا الغضّة، عبر توظيف طبيعتها التفاعلية التي تمنحها سطوةً عظيمة على مجتمعاتنا ومن ثمَّ، أضحت هذه الألعاب إحدى الادوات الفاعلة، تأتي وبطريقة لا تُنبئ عن نفسها،

د. سيد علي مفتخرزاده
كاتب وباحث | إيراني

 


في ظل العصر الراهن، حيث الهواتف الذكية والحواسيب تنسج خيوطها في نسيج الحياة اليومية، غدت الألعاب التفاعلية من أبرز سُبل استقطاب الأطفال والفتيان. تلك الألعاب بما تحمله من بهجة ساحرة ومتعة فائقة، تُصاغ في كثير من الأحيان وفق رؤى مبطنة وفلسفات خفية، تُوجَّه بدقة وحساب عقول اطفالنا الغضّة، عبر توظيف طبيعتها التفاعلية التي تمنحها سطوةً عظيمة على مجتمعاتنا  ومن ثمَّ، أضحت هذه الألعاب إحدى الادوات الفاعلة، تأتي وبطريقة لا تُنبئ عن نفسها، لصياغة الرؤى والهويات لدى الأجيال والمجتمعات. يذهب ذوو الاختصاص إلى أن تأثير هذه الألعاب، شأنها شأن سائر وسائل الإعلام، ينهض على مستويين من التواصل: أولهما: تلك العلاقة الديناميكية التي تنشأ بين اللعبة ومستخدميها، وهي علاقة ثنائية تقوم على قواعد حاسوبية صارمة تشكل عِماد استمرارية اللعبة. وثانيهما: المضامين التي يبتغي مصممو الألعاب والجهات الموجهة لها بثَّها في وجدان اللاعبين. وقد أهَّلتها هذه السمات لتكون أداةً تتوسلها القوى المختلفة على نحو متعاظم لهزّ التوازنات الثقافية، التي لا تنفك تفضي إلى تداعيات سياسية على الدول. ووفي خِضَمّ المنافسة المحتدمة بين تشييد الهوية وطمسها لدى أطفال في العالم العربي والاسلامي، يتطلب إنتاج ألعابٍ مؤثرة كهذه مواهب عربیة اسلامیة يقتضي التزاماً وثيقاً بخطط ثقافية وتربوية ذلك أن بیئتنا الثقافیة تختلف عن الآخر ولیس معنی ذلك أن نتقوقع ولا نحتك بالآخر. فالحديث هو عدم الانبهار، فلابد أن يتم وضع خطط لإنتاج العاب تفاعلية بنكهة عربية إسلامية وطنية، تأخذ بعين الاعتبار  التشابك العَميق بين الجانب العربي الشرقي الوطني الاسلامي، حيث لايمكن أن نتصوُّر مجتمعاتنا بمعزل عنها، فانفصام عراها عن هذا الكيان الحضاري يُفضي إلى انهيار أسس هوية الأجيال القادمة. وممَّا يُعدُّ من الخطى الجوهرية لبلوغ هذه الغايات هو التخطيط الحكيم والمدروس للظفر لما تحتويه  المناسبات الروحية والتربوية؛ وبهجة الأعياد الدينية والوطنية، وملاحم البطولات القومية والدينية، والأحداث التاريخية المجيدة، ونضالات التحرر من نير الاستعمار، فهذه مما تُشكِّلُ منهلًا عذبًا لاينضب لترسيخ القِيَم وصوغ الوعي، والحفاظ على الجانب الهوياتي لدى الاطفال والفتيان.
 

مقالات ذات صلة

ارسال التعليق